الإحصان:
ذكرت كلمة الإحصان في القرآن الكريم (12)، والإحصان هو فعل أو قوة أو عمل نتيجته المنع وهذا المنع يحقق الإحاطة من أجل الحرز والحفظ، كما هو الحصن المذكور في سورة الحشر في قوله تعالى: "وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم" فهذا الحصن هو عبارة عن بناء بني من أجل أن يمنع الأعداء من اقتحام هذه القرية، فهو يحيط بكل بيوتاتها المحروزة من أجل أن يحافظ عليها كلها.
أما في قوله تعالى: " وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم" أي تمنع عنكم بأس الأعداء، وهي ضربات السيوف أو الرماح أو السهام أو ماشابه، وهذا اللباس حتى يحصن الجسد لابد وأن يكون محيطًا به يحرز أجزاءه ويحقق الحفظ.
أما في قوله تعالى في قصة يوسف (ع) " إلا قليلاً مما تحصنون" فالمعني هو القمح المخزن بغرض حفظه لسنوات قادمة، فهذا الحفظ الخاص يسميه القرآن إحصان للطعام لأنه تخزين بغرض المنع، منع من أن يؤكل، وهذا التخزين هو الإحاطة التي تحقق الحفظ، أي يحافظ على الطعام، ويحقق الحرز أي أنه محروز بكميته.
الإحصان في النساء
وله موضوعان، الموضوع الأول هو الفاحشة، والآخر هو النكاح، ولكل منهما فعل نتيجته الإحصان.
الفاحشة:
حصن المرأة هو حصنها لفرجها وفعله هو عفة المرأة، ونتيجة لهذه العفة فإنها تحصن فرجها ممن يبتغي الفاحشة. وقد ضرب القرآن الكريم مثالًا على ذلك هو مريم ابنت عمران (ع) التي أحصنت فرجها، أي تعففت وتكرمت عن الفاحشة، فنفخ الله سبحانه وتعالى فيه من روحه " فنفخنا فيه من روحنا". وهنا يجدر الإشارة إلى عنوان آخر وهو حفظ الفرج، والذي يأتي في موضوع اللباس، فاللباس يحفظ المرأة من الاعتداء والقرآن الكريم يسمي ذلك حفظ للفرج. أما التعبير القرآني " إحصان الفرج" فهو يأتي في العفة وفي السلوك، فقد تكون المرأة محتشمة اللباس ولكنها ليست عفيفة في سلوكها وفي أفعالها، فلا يمنع ذلك اللباس المحتشم من الوقوع في الفاحشة بسبب السلوك، أما المرأة التي تحفظ فرجها وتحصن فرجها فهي التي تلبس المحتشم وتسلك طريق العفة والحياء فيكون ذلك مانعاً من الانزلاق في الفواحش.
النكاح:
المرأة المحصنة هي التي تكون في إحاطة رجل، وكيف تكون في إحاطة رجل؟ تكون بكتب الكتاب كزوجة، أو بملك اليمين، وهذا ما يمنع الآخر من أن ينكحها، فكيف يعقد على امرأة هي في حرز رجل آخر؟ وهذا الرجل الذي نكحها جعلها امرأة مُحصنة أمام الآخر، ولكن القرآن الكريم يبين أن الإحصان له وجهين، وجه خارجي أمام الناس، ووجه آخر حقيقي هو حقيقة ما بين الزوج وزوجته، لذا يطالب الأزواج في بعض الحالات بأن يكونوا "مُحصنين غير مسافحين" أي أن يكون هذا الإحصان إحصان فعلي بحسن المعاشرة، وأن لا تكون العلاقة علاقة سطحية يحقق فيها الرجل رغبته ثم لا ينظر لحاجة الزوجة، فعكس المحصن هو المسافح، والمسافح هو الذي يسكب الماء، وفي هذا إشارة لعدم مراعاة الطرف الآخر، وكأن هذا الرجل بتلبية حاجته الخاصة فقط لم يحقق الإحصان الحقيقي والفعلي للمرأة. وبهذا قد تكون المرأة المحصنة محصنة في أنظار الناس ولكنها في حقيقتها غير محصنة فعليًا في حياتها الخاصة، وهذا لا ينفي أن يبقى اسمها محصنة ممنوعة من النكاح.
5- (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91))
ذكرت كلمة الإحصان في القرآن الكريم (12)، والإحصان هو فعل أو قوة أو عمل نتيجته المنع وهذا المنع يحقق الإحاطة من أجل الحرز والحفظ، كما هو الحصن المذكور في سورة الحشر في قوله تعالى: "وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم" فهذا الحصن هو عبارة عن بناء بني من أجل أن يمنع الأعداء من اقتحام هذه القرية، فهو يحيط بكل بيوتاتها المحروزة من أجل أن يحافظ عليها كلها.
أما في قوله تعالى: " وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم" أي تمنع عنكم بأس الأعداء، وهي ضربات السيوف أو الرماح أو السهام أو ماشابه، وهذا اللباس حتى يحصن الجسد لابد وأن يكون محيطًا به يحرز أجزاءه ويحقق الحفظ.
أما في قوله تعالى في قصة يوسف (ع) " إلا قليلاً مما تحصنون" فالمعني هو القمح المخزن بغرض حفظه لسنوات قادمة، فهذا الحفظ الخاص يسميه القرآن إحصان للطعام لأنه تخزين بغرض المنع، منع من أن يؤكل، وهذا التخزين هو الإحاطة التي تحقق الحفظ، أي يحافظ على الطعام، ويحقق الحرز أي أنه محروز بكميته.
1- ( هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ (2))
ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله، دور الحصن هو المنع، أن يمنع،
2- ( لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (14))
3- ( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80))
4- ( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (48))
وله موضوعان، الموضوع الأول هو الفاحشة، والآخر هو النكاح، ولكل منهما فعل نتيجته الإحصان.
الفاحشة:
حصن المرأة هو حصنها لفرجها وفعله هو عفة المرأة، ونتيجة لهذه العفة فإنها تحصن فرجها ممن يبتغي الفاحشة. وقد ضرب القرآن الكريم مثالًا على ذلك هو مريم ابنت عمران (ع) التي أحصنت فرجها، أي تعففت وتكرمت عن الفاحشة، فنفخ الله سبحانه وتعالى فيه من روحه " فنفخنا فيه من روحنا". وهنا يجدر الإشارة إلى عنوان آخر وهو حفظ الفرج، والذي يأتي في موضوع اللباس، فاللباس يحفظ المرأة من الاعتداء والقرآن الكريم يسمي ذلك حفظ للفرج. أما التعبير القرآني " إحصان الفرج" فهو يأتي في العفة وفي السلوك، فقد تكون المرأة محتشمة اللباس ولكنها ليست عفيفة في سلوكها وفي أفعالها، فلا يمنع ذلك اللباس المحتشم من الوقوع في الفاحشة بسبب السلوك، أما المرأة التي تحفظ فرجها وتحصن فرجها فهي التي تلبس المحتشم وتسلك طريق العفة والحياء فيكون ذلك مانعاً من الانزلاق في الفواحش.
النكاح:
المرأة المحصنة هي التي تكون في إحاطة رجل، وكيف تكون في إحاطة رجل؟ تكون بكتب الكتاب كزوجة، أو بملك اليمين، وهذا ما يمنع الآخر من أن ينكحها، فكيف يعقد على امرأة هي في حرز رجل آخر؟ وهذا الرجل الذي نكحها جعلها امرأة مُحصنة أمام الآخر، ولكن القرآن الكريم يبين أن الإحصان له وجهين، وجه خارجي أمام الناس، ووجه آخر حقيقي هو حقيقة ما بين الزوج وزوجته، لذا يطالب الأزواج في بعض الحالات بأن يكونوا "مُحصنين غير مسافحين" أي أن يكون هذا الإحصان إحصان فعلي بحسن المعاشرة، وأن لا تكون العلاقة علاقة سطحية يحقق فيها الرجل رغبته ثم لا ينظر لحاجة الزوجة، فعكس المحصن هو المسافح، والمسافح هو الذي يسكب الماء، وفي هذا إشارة لعدم مراعاة الطرف الآخر، وكأن هذا الرجل بتلبية حاجته الخاصة فقط لم يحقق الإحصان الحقيقي والفعلي للمرأة. وبهذا قد تكون المرأة المحصنة محصنة في أنظار الناس ولكنها في حقيقتها غير محصنة فعليًا في حياتها الخاصة، وهذا لا ينفي أن يبقى اسمها محصنة ممنوعة من النكاح.
5- (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91))
6- ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا
وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ (12))
7- (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (24))
8- (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ
الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ
فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ
بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ
فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى
الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ
تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25))
9- (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ
غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ
فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (5))
10- (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ
يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا
لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (4))
11- (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ
الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
(23))
12- (وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى
يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا
مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً
وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ
عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (33))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق