الأهلة
جمع هلال، والهلال هو إطلالة القمر الأولى، وأول خيط يظهر منه حين يتمكن الناس من رؤيته، وبهذه الرؤية ينتهي شهر هجري ويبدأ آخر.
جمع هلال، والهلال هو إطلالة القمر الأولى، وأول خيط يظهر منه حين يتمكن الناس من رؤيته، وبهذه الرؤية ينتهي شهر هجري ويبدأ آخر.
1- (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189))
أهل لغير الله به
أ- أهل : ووردت عبارة "أهل الكتاب" في القرآن الكريم كثيراً، وتقصد الذين تأهلوا لأن يكون الكتاب عندهم و يكونوا مسؤولين عنه، تماماً كما يقال عن أحد أن هؤلاء أهله، فهم خاصته وأولى الناس به.
ب- علاقة الأهل بالإهلال: قد نستطيع أن نوجد علاقة بين الأهلية والإهلال، كون أن الشيء يهل (بمعنى بداية الظهور) عند أهله، كالطفل الذي يولد بين يدي والديه، فهم أهله، وبالمثل يمكننا أن نقول أن : التوراة نزلت (هلت) على بني إسرائيل، فأصبحوا أهلاً لها.
ج- أهل لغير الله به: هي عبارة مكونة من:
1- غير الله: وتعني أحد غير الله
2- أهل : بضم الألف ، فعل مبني للمجهول يعني أن هناك شخص أو شيء جعل (شيئاً) يهل أي يظهر للوجود
3- به : الشيء الذي بواسطته تم الإهلال.
4- لـ : التي تسبق كلمة (غير الله) أي لأجله أو بسببه تم إخراج أو إظهار ذلك الشيء.
وبمثل القاعدة السابقة التي تربط بين الأَهلُ والإهِلال فإن: إهلال الشيء "الذي أُهل به لغير الله"، رفع قدر (غير الله) فأصبح أهلاً لأمر ليس بأهل له.
الربط بين العناصر
ولفهم المكونات السابقة ضمن سياق آيات تحريم الطعام ، نلاحظ أولاً أن الآيات تذكر ذلك الشيء الذي تم بواسطته التأهيل لـ (غير الله) من ضمن محرمات الطعام. ولو تأملنا قليلاً في هذا المعنى نجد أن التركيز في هذا الموضوع على (غير الله) بمعنى أنها تشير بإسلوب معاكس إلى أنه لا يوجد من هو أهل لأن يتحدث عن حكم الطعام غير الله، ذلك لأن آيات تحريم الطعام تذكر المحرمات بشكل واضح وتفصيلي وترفض أن يزيد أحد على هذه المحرمات شيئاً بعد هذا الإيضاح، الأمر الذي يجعنا نلقي بالتركيز ليس على ما يمكن أن يضاف كمحرم ولكن ما الذي يعنيه حين يتحدث أحد في حلية أو حرمة الطعام بإضافة حكم لم يقله الله. فمن أخرج حكماً يتعلق بالأكل من خارج هذه المحرمات الواضحة فكأنه تأهل لأن يتحدث عن حرمة أو حلية هذه المخلوقات التي هي ملك لله يحكم فيها بما يشاء.
من ذلك نستنتج أن معنى (وما أهل لغير الله به) هو حرمة أي حكم يصدر من عند غير الله في هذا الشأن (الطعام)، وأنه لا أحد له أهلية لأن يحكم في ملك الله، وأن من استمع لحكم آخر غير الذي بينه الله في كتابه فقد أهَّلَ ذلك الغير لأن يكون حاكماً بدلاً عن الله، فالآية تعطي الاعتبار النهائي للفعل وليس الشكل الخارجي له ، وهذا المعنى يتوافق مع مضامين القرآن في هذا الشأن، فدائماً ماتعتبر الآيات أن التدخل في الحكم هو مشاركة مباشرة في السماوات والأرض والخلق.
2- (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ
الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ
وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ
إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا
بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ
فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ
اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ (3)
3- (قُلْ
لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ
أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ
رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ
وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق