( وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُجْرِمُونَ (82)) كلمات الله في الكتاب هي الحق وما عداها من أحكام وشرائع
وعقائد هي الباطل( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُجْرِمُونَ (8))استخدم القرآن الكريم لفظة "الحق" للدلالة على :الحقوق التي
على البشر، والحقائق في العقائد والخلق والآخرة.
أولاً : الحقوق :
ما يأمر به الله سبحانه وتعالى يكون حق منه على البشر في الشريعة والأوامر،
فإذا أمر في حكم من أحكام الشريعة أصبح واجباً على من يتبعها،وإذا أذن في حق أحد أن
يضله أو يعذبه كان لزاماً أن ينفذ فيه ذلك الأمر،وفي كلتا الحالتين هو حق من الله
على البشر.
أ- أمثلة على الحقوق التي على
المؤمن:
1- حـــق الـــكـتــاب: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ
تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ
الْخَاسِرُونَ (121))
3- حـق الــتـــقـوى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)) ، (كُتِبَ
عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ
لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)) ، (( وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى
الْمُتَّقِينَ (241))
4- حق الإحـســان: (لا جُنَاحَ
عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا
لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ
قَدَرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236) )
ب- أمثلة على ما ينفذ من حق إذا حقت
سنة الله :
1- (فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ
عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30))
2- (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ
قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ
فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (16))
3- (وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ
الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
(13))
4- (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ
(7))
ثانياً : الحقائق
هي الأمر الثابت ، وفي الكتاب هي التي يبينها الله سبحانه وتعالى في كتابه خلافاً للعقائد
الباطلة.
1- (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26))
ثالثاً: الحاق
هو ما سيحصل من حقائق ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه كيوم القيامة.(إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5))
رابعاً : الاستحقاق
هو ثبات الحقيقة، أو الحق على أحد ما :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنْ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنْ الآثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنْ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمْ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ (107))
تحياتي العطرة على جهودك المباركة
ردحذفرأيي في معنى الحق:
الحق من الحقيقة وجمعها الحقائق
وكل تصريف أو استخدام لهذه الكلمة يُسقط على هذه المعاني الأصيلة للكلمة
واستخدامها لمعنى الحقوق التي تكون بين الأطراف المختلفة، نابعة من كونها حقائق يجب تحقيقها في الواقع ولكن بتنفيذ أحكام الشريعة، أي أن كل حق واجب لأحد على آخر، هو بحسب الشريعة ما يجب أن يكون حقيقة واقعة من خلال استجابة الطرف الذي عليه الحق لتحقيقه وجعله حقيقة واقعة، فإن امتنع فيتعلق الحق أي تحقيقه واقعا ليوم الحساب
والحمد لله رب العالمين
بارك الله فيك ، وجزاك الله خيراً على متابعتك المستمرة
حذف