السبت، 1 فبراير 2020

عصر

وردت كلمة "العصر" بتصريفات متعددة في كتاب الله العزيز في (5) آيات، ولقد أسمت الآية (14) من سورة النبأ السحاب الحامل للأمطار بالمعصرات ( وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجا)، فهي تحمل الماء الثقيل من بلد ثم تنزل ذلك الماء في بلد آخر، وعملية الإنزال هذه أسماها القرآن الكريم بالعصر، فالسحابة تعصر الماء عصرًا فينزل، ومنه عصر الفاكهة لاستخراج ماءها فهو عصير. وبنفس الدلالة سميت الريح التي تحمل البرق الحارق من السماء بالإعصار كونه يذهب بالجنات والزرع والأشجار.

ومنه استخدمت الكلمة للدلالة على الوقت، كما في قوله تعالى ( والعصر) والمعصور هنا هو الوقت، حسب المدة الزمنية المعنية بالحديث، فإذا كان المقصود هو اليوم فعصره هو ما يتبقى منه قبل الغروب، لربما لأن الشمس قد عُصرت وضعفت قوتها كالثمرة التي يقل محتواها بعد أن تعصر. وإن كان المقصود بالوقت هو عمر الإنسان، فعصره هو الفترة الزمانية التي تلي منتصف العمر كونه قد خسر مجمل أيام حياته ولم يتبق منها إلا الجزء الأخير.

1- (  وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (36)) يوسف
2- ( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)) يوسف
3- ( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2))
4- ( وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ( 266)) 
5- ( وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً (14))
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق