الأحد، 30 يونيو 2013

الـجـنـف

الجنف: ميلان عن الحق أو إلى الخطأ بنية التعمد بسبب الكراهية أو الحب.

وذُكرت الكلمة في موقعين في القرآن الكريم: الأول في آية "من خاف من موص جنفاً" والثاني في آية "اليوم أكملت لكم دينكم".

أولاً : في آية " فمن خاف من موص جنفاً " : يكون الجنف من الموصي من حالة قطيعة بينه وبين من يريد أن يمنعه شيئاً من الإرث،ومن هذه القطيعة نفهم وجود الجفاء، ففي هذه الحالة ميلان إلى الخطأ بسبب الكره.


ثانياً : في آية "غير متجانف لإثم" : في موقف العسرة الذي يباح فيه المحظور، يتم التأكيد على ضرورة عدم استغلال الموقف رغبة في ذلك المحظور، ومن هذا نفهم أن التجانف والذي هو على وزن " تفاعل" يحمل معنى الفعل بنية التعمد. وهذا التعمد يكشف عن الكبر على الحكم الشرعي.وفي هذه الحالة ميلان إلى الخطأ بسبب الحب.

1- ( فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182))

2- (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3))

مـلـحـق:
ذكر لسان العرب : الجَنَفُ الـمَيْلُ في الكلام وفي الأُمور كلها. تقول: جَنِفَ فلان علينا، بالكسر، وأَجْنَفَ في حكمه، وهو شبيه بالحَيْفِ إلا أَن الحَيفَ من الحاكم خاصّة والجنَف عامّ

ذكر ويكيبيديا  الجَنَف (باللاتينيةscoliosis) أو انحراف العمود الفقري أو جنف العمود الفقري[1] هو حالة مرضية تصيب العمود الفقري وتسبب له انحراف (ميلان) من جهه إلى جهة. واستدارة الفقرات أيضا بهذا الاتجاه بحيث لا يكون فيها العمود الفقري عموديا. وفي هذه الحالة تتشكل عدة انحناءات أيضا تحت تأثير ثقل الجسم التي تشكل في بعض الأحيان شكل حرف (S).


هناك تعليقان (2):

  1. تحياتي

    في حالة ((فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم)) علينا أن نتعامل في تحديد الغاية من ذكر هذه التركيبة من الألفاظ مع مفهوم علم المثاني، لأن هذا الحكم عائد لما سبقه من حكم في الطعام وهو ((غير باغ ولا عاد)) والبغي الإرادة بغير حق، وعاد من الاعتداء والتجاوز على الحقوق، فإذا قابلنا كلا الجملتين سنصل إلى ما يلي:

    + في مخمصة أي في حاجة للطعام فهي تقابل غير باغٍ لأن الإرادة هنا ستكون بحق وليست بدون حق
    + غير متجانف لإثم ستكون بالتالي مقابلة ل عادٍ وهي كما مر الاعتداء والتجاوز في الحقوق،
    والإثم في عمومه ما كان من طرف يأثم في حق طرف آخر، فلعل ذكرها هنا جاء لأن التهاون في التعامل مع حرمة الأطعمة يجرئ الآخرين على التهاون فيها، ((وإن الشياطين ليوحون لأوليائهم ليجادلوكم..)) وهذا ما يورث الإثم للمتجانف لإثم حسب تعبير الآية

    هذا لبيان رؤيتي لهذه الآية


    أما بالنسبة ل ((فمن خاف من موصٍ جنفاً أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه))
    1. التدخل في الوصية من قبل الحاضرين يورث الإثم على المتدخل
    2. لذلك لا يجوز لأحد التدخل في الوصية
    3. الإثم اعتداء من طرف على آخر، والموصي (الذي حضره الموت) قد يأثم في وصيته على أحد المستحقين، والأسباب عديدة، من جهل أو عمد، فإن حدث ذلك فإن للحاضرين من الشهود وغيرهم أن يتدخلوا بلطف وبفهم وحكمة لرد الموصي عن إثمه في ورثته، وتذكيره بالمعروف الذي عرفه الله له، فإن بين الموصي سبب ذلك ساعدوه في تحقيق الحق الذي يريده دون أن يأثم في حق ورثته، وإلا فليس لهم أن يجبروه على تغيير وصيته، إن أبى
    4. وبهذا البيان يظهر لنا معنى الجنف في الوصية، والأكيد أنه ليس الإثم في حق ورثته، وإنما تمييز أحدهم عليهم دون الإثم فيهم، فإذا لوحظ هذا سئل عن سببه فإن كان وجيها (كان ذلك هو الإصلاح) وإلا حاوروه بلطف وذكروه بالحق والمعروف، فإن استجاب وإلا فلا يحق لهم المبالغة في منعه من إنفاذ وصيته كما يشاء.

    وهذه رؤيتي في الوصية

    والحمد لله رب العالمين

    ردحذف
  2. دراسة جميلة ، بورك فيك

    ردحذف